"إني جاعل في الأرض خليفة"
خلق الله آدم ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه ثم جعله في الأرض خليفة. ولكي ينجح في هذه المهمة أعطاه الله الآتي: علّمه الأسماء كلها... ألهمه طريق الخير وطريق الشر... ومنحه حرية الإختيار فيما ينوي... وهنا أصبح هو وذريته مكلفين ومحاسبين على أعمالهم. فكيف تحاسب شخصا لم تعلمه وترشده وتعطيه حرية القرار؟! ولماذا أنزل الله التشريعات إن لم تكن قادرا على كبح شهواتك؟! هذا الدرس الرباني تجده مطبقا في أي كيان ناجح. اذا هل أنت مسير أم مخير؟ روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلّم الحديث المشهور: (انما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرىء ما نوى.......) الى آخر الحديث. الحقيقة الواضحة من القرآن والسنة النبوية المطهرة أن منطقة الضمير هي منطقة حرة فأنت حر بما تنوي، تضمر وتعتقد... وهنا يجب أن نفرق بين النية الصادقة والأمنية فالنية الصادقة ستنعكس على الأفعال أما الأماني فلا. عنما تخرج النية الى حيز الفعل هنا تبدأ التيسيرات إما الى خير أو شر نويته وعلى قدر نيتك تُهدى السُبل. وعلينا هنا التسليم بأمر غاية في الأهمية وهي أن معرفة الله لما سيكون من الأقدار هي غيب مطلق...